بحث الرئيس حسنى مبارك قضية السلام فى الشرق الوسط، وجهود التهدئة بين العراق وسوريا، وذلك خلال لقاءين منفصلين مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى، خافير سولانا، ووزير الخارجية التركى، أحمد داود أوغلو.
وأوضح المسؤول الأوروبى فى تصريحات للصحفيين أنه تم خلال اللقاء مناقشة عدد كبير من القضايا المهمة المطروحة على الساحة الآن فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها عملية السلام.
وقال إن المناقشات تركزت بشكل أساسى حول جهود دفع عملية السلام، خاصة قبيل انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل تحريك ودفع جهود السلام فى المنطقة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى يتبنى فى هذا الخصوص نفس طريقة التفكير التى تتبناها مصر تجاه هذه القضية المهمة.
وأكد سولانا أهمية التحرك بشكل سريع، نظرا لضيق الوقت قبل انعقاد الجمعية العامة، حيث لا يتبقى أمامنا سوى أسابيع قلائل على اجتماع الجمعية العامة. وقال: لا أريد أن أقول ما إذا كنت متفائلا أو متشائما إزاء فرص النجاح فى تحقيق التقدم المنشود فى هذا الوقت، فالمهم الآن هو أن نحشد ونكثف كل طاقاتنا وجهودنا جميعا من أجل التوصل إلى مبادرة ناجحة مع الولايات المتحدة حتى موعد إنعقاد الجمعية العامة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان استمرار إسرائيل فى سياسة بناء المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية يمكن أن يفسح مجالا للأمل فى تحقيق التقدم المنشود فى عملية السلام، قال سولانا إن موقفنا فى الاتحاد الأوروبى واضح تماما إزاء هذه المسألة، ويتمثل فى ضرورة تجميد كل أشكال الاستيطان، مؤكدا أهمية هذا العامل الذى سيحدد كيف يمكن لنا بدء المفاوضات الثنائية بين الأطراف المعنية.
فى سياق متصل، أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، دعم مصر للجهد المبذول من الإدارة الأمريكية للتوصل إلى صيغة يتم بمقتضاها الوقف الكامل للنشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى جميع الأراضى الفلسطينية المحتلة بما فى ذلك القدس الشرقية.
وقال أبو الغيط، خلال لقائه مساء أمس الأول مع سولانا، إن القاهرة تؤيد كذلك أن تكون الفترة التى يتم خلالها تجميد الاستيطان، هى ذاتها الفترة التى يتم خلالها استئناف واستكمال المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
إلى ذلك ذكر وزير الخارجية أن نظيره التركى عرض أمس على الرئيس مبارك تقريرا وشرحا حول الجهود التركية فى مواجهة الوضع الأخير بين العراق وسوريا.
وأضاف أبوالغيط - الذى كان يتحدث فى مؤتمر صحفى مشترك مع أوغلو - أن اللقاء تطرق إلى مجمل قضايا الوضع الإقليمى وفى مقدمتها قضايا لبنان فى ظل تعثر عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة حتى الآن، وكيفية معالجة هذا الوضع، كما تم استعراض تطورات جهود السلام فى ضوء ما يمكن أن يصدر عن الإدارة الأمريكية الحالية فيما يتعلق بدفع عملية السلام وحشد الجهود لتحقيق بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وأشار إلى أنه تم خلال اللقاء كذلك مناقشة العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا ورغبة البلدين فى دفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب، خاصة فى ضوء وجود منطقة تجارة حرة ومناطق صناعية تركية بمصر.